في تطور قانوني لافت، أصدرت محكمة أمريكية حكماً ضد شركة باير الألمانية، يلزمها بدفع تعويض مالي بقيمة ملياري دولار لصالح متضررين من استخدام مبيد الأعشاب الشهير “راوند أب”. ويأتي هذا القرار بعد سلسلة من الدعاوى القضائية التي تتهم مبيد الغليفوسات، المكون الرئيسي في راوند أب، بالتسبب في أمراض خطيرة، أبرزها السرطان.

ما هو مبيد راوند أب ولماذا يثير الجدل؟

يُعتبر راوند أب أحد أكثر المبيدات استخداماً في الزراعة لمكافحة الحشائش الضارة، حيث يُستخدم في المزارع والحدائق حول العالم. إلا أن الجدل حول الغليفوسات، المادة الفعالة في المبيد، تصاعد منذ سنوات، حيث أظهرت دراسات أن التعرض له قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدد اللمفاوية.

تفاصيل الحكم القضائي

بعد جلسات محاكمة استمرت لأشهر، قررت المحكمة تحميل شركة باير المسؤولية عن الأضرار الصحية التي لحقت بالمستخدمين، وحكمت بدفع تعويض قياسي بقيمة ملياري دولار. يُعد هذا الحكم جزءًا من سلسلة قضايا رفعتها مجموعات متضررة ضد الشركة، والتي استحوذت على “مونسانتو”، الشركة المصنعة للمبيد، عام 2018 مقابل 63 مليار دولار.

رد فعل شركة باير

في بيان رسمي، أكدت باير أنها ستستأنف الحكم، مشيرةً إلى أن الدراسات العلمية التي أجرتها لم تثبت علاقة مباشرة بين الغليفوسات والسرطان. كما أكدت الشركة أن راوند أب لا يزال مرخصًا للاستخدام في العديد من الدول، بما فيها الولايات المتحدة وأوروبا.

تأثير الحكم على قطاع الزراعة والأسواق

تراجع أسهم باير بنسبة 7% بعد صدور الحكم، مما يثير قلق المستثمرين بشأن مستقبل الشركة.

المزارعون في حالة ترقب، حيث يعتمد الكثيرون على راوند أب في مكافحة الحشائش، وقد يؤثر هذا القرار على توافر المبيد في الأسواق.

من المتوقع أن يؤدي الحكم إلى تشديد اللوائح الخاصة باستخدام المبيدات الزراعية، مما قد يدفع الشركات إلى البحث عن بدائل أكثر أمانًا.

ما البدائل الممكنة لمبيد راوند أب؟

مع تصاعد المخاوف بشأن الغليفوسات، تتجه الأنظار إلى المبيدات العضوية والطرق البيولوجية لمكافحة الأعشاب الضارة. ومن بين البدائل:

المبيدات العضوية المعتمدة على الزيوت الطبيعية.

الزراعة بدون حراثة، وهي تقنية تساعد في تقليل استخدام المبيدات الكيميائية.

استخدام الفطريات والبكتيريا الطبيعية لمكافحة الحشائش.

هل ستؤثر القضية على مستقبل باير؟

يُشكل هذا الحكم ضربة كبيرة لشركة باير، خاصةً وأنها تواجه آلاف الدعاوى القضائية المشابهة في الولايات المتحدة. ومع تصاعد الوعي البيئي، قد تجد الشركات الكبرى نفسها مضطرة لإعادة النظر في استراتيجياتها الزراعية، والاتجاه نحو حلول زراعية مستدامة وآمنة.

يُعد قرار المحكمة الأمريكية نقطة تحول في صناعة المبيدات، وقد يكون له تأثير كبير على سياسات الزراعة العالمية. ومع استمرار الجدل حول راوند أب والغليفوسات، يبقى السؤال: هل نشهد نهاية استخدام المبيدات الكيميائية الضارة، أم ستجد الشركات طرقًا جديدة لإقناع الأسواق بسلامتها؟