كارثة فلاحية في زاكورة: عاصفة رعدية تتلف محاصيل الدلاح وتكبّد الفلاحين خسائر فادحة
شهد إقليم زاكورة، عاصفة رعدية قوية خلفت أضراراً جسيمة في قطاع الفلاحة، خاصة في محصول الدلاح (البطيخ الأحمر)، الذي يُعد من أهم المنتجات الفلاحية في المنطقة. وتشير التقارير الأولية إلى أن مئات الهكتارات من حقول الدلاح تضررت بشكل مباشر، مما تسبب في خسائر مالية كبيرة للفلاحين المحليين.
وتأتي هذه الكارثة الطبيعية في وقت حساس، حيث كان الفلاحون يستعدون لموسم الجني. ويُعد الدلاح في زاكورة من المنتجات الفلاحية التي تلقى رواجاً واسعاً في الأسواق المغربية والدولية، نظرًا لجودته العالية. لكن العاصفة الرعدية، المصحوبة برياح قوية وأمطار غزيرة، دمرت جزءاً كبيراً من المحصول، وأثّرت على البنية التحتية الزراعية مثل السواقي والأنابيب.
الفلاحون عبّروا عن استيائهم من الخسائر المتراكمة، خاصة مع غياب التأمين الفلاحي والتعويضات المناسبة. وأوضح العديد منهم أن هذا الحادث يسلط الضوء على هشاشة القطاع الفلاحي في وجه التغيرات المناخية، داعين الحكومة إلى التدخل العاجل لدعمهم، وضمان استمرار أنشطتهم الزراعية.
من جهة أخرى، اعتبر خبراء في المناخ أن هذه الحوادث الجوية ستتكرر في المستقبل، ما لم يتم اتخاذ تدابير وقائية. فـالاحتباس الحراري وقلة التساقطات المطرية يساهمان في اضطراب التوازن البيئي، مما يجعل فواكه الصيف، وعلى رأسها الدلاح، عرضة للكوارث الطبيعية.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة في السنوات الأخيرة لتحسين مردودية إنتاج الدلاح في زاكورة، فإن ضعف البنية التحتية وضعف التمويل يشكلان عائقاً كبيراً أمام صمود الفلاحين. كما أن غياب تأمين فِلاحي شامل يزيد من هشاشة هؤلاء المنتجين أمام المخاطر المناخية.
وتُعد زاكورة من المناطق التي تعتمد بشكل كبير على الأنشطة الفلاحية، وتوفر آلاف فرص العمل الموسمية، خاصة خلال موسم جني الدلاح. وتعتبر هذه الخسائر الفلاحية في زاكورة تهديداً مباشراً للقطاع الاقتصادي المحلي، ما يستوجب وضع خطة استعجالية من طرف السلطات المختصة.
إن ما حدث في زاكورة ليس مجرد خسارة محصول، بل ناقوس خطر يُنذر بضرورة تبني سياسات فلاحية ذكية تأخذ بعين الاعتبار تغيرات المناخ وحماية الفلاح المغربي، خاصة في المناطق الهشة. فالحفاظ على منتوج استراتيجي مثل الدلاح يتطلب تضامناً حقيقياً بين الدولة والفلاحين والفاعلين الاقتصاديين.
إرسال التعليق