جاري التحميل الآن

بداية موسم الحصاد في المغرب 2025: توقعات بزيادة إنتاج الحبوب وتحقيق استقرار الأسعار

بدأت هذه الأيام عملية الحصاد في المغرب بعد شهور من الجهد الفلاحي والعناية بالمزروعات، وسط أجواء من التفاؤل في الأوساط الفلاحية بخصوص جودة المحصول وكميته، خاصة فيما يتعلق بإنتاج الحبوب، الذي يُعتبر ركيزة أساسية في الزراعة المغربية.

ويأتي موسم الحصاد 2025 بعد سنة فلاحية تميزت بتساقطات مطرية معتدلة في بعض المناطق، وجيدة نسبياً في مناطق أخرى، مما أنعش آمال الفلاحين بتحقيق إنتاج وفير، خصوصاً في جهات مثل سوس ماسة، الشاوية، الغرب، والرحامنة.

وفقاً لمصادر من وزارة الفلاحة المغربية، فإن التوقعات الأولية تشير إلى أن إنتاج الحبوب في المغرب سيعرف تحسناً ملموساً مقارنة بالسنة الماضية، بفضل التحكم الجيد في المساحات المزروعة، واعتماد تقنيات السقي بالتنقيط في عدد من الضيعات الكبرى، بالإضافة إلى برامج الدعم الفلاحي.

الفلاح المغربي بدأ في جني ثمار موسمه الزراعي، خاصة في مناطق زراعة القمح الصلب واللين والشعير. وتعرف مراكز التجميع نشاطاً مكثفاً مع توافد الشاحنات المحملة بالمحاصيل، وسط مراقبة جودة صارمة من قبل التعاونيات والمصالح المختصة.

وفي سياق متصل، تشهد أسعار الحبوب استقراراً نسبياً في الأسواق المحلية، وهو ما سيساهم في دعم القدرة الشرائية للمواطنين وتفادي تقلبات الأسعار، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية العالمية.

الزراعة في المغرب تبقى قطاعاً حيوياً يوظف ملايين المغاربة، ويساهم بشكل مباشر في الأمن الغذائي الوطني. ومع بداية حصاد القمح والشعير، تتوجه الأنظار نحو معدلات الإنتاج النهائية، والتي من المنتظر أن تُعلن عنها وزارة الفلاحة خلال الأسابيع المقبلة.

ويُعزى هذا التحسن إلى السياسات العمومية الداعمة للفلاحين، لا سيما في مجال التأمين الفلاحي، توزيع الأسمدة، وتحفيز الاستثمار في القطاع الزراعي. كما ساهمت التكوينات الفلاحية وتوسيع استخدام البذور المختارة في رفع المردودية الهكتارية.

في هذا الصدد، أكد عدد من المهنيين أن موسم الحصاد الحالي يُبشر بنتائج مشجعة، معربين عن أملهم في أن تتواصل الإصلاحات الزراعية وتحسين سلاسل التسويق الداخلي، بما يخدم مصالح الفلاح المغربي.

ومن المتوقع أن يُساهم هذا الموسم الجيد في تقليص التبعية لاستيراد الحبوب من الخارج، خصوصاً في ظل تقلبات الأسواق الدولية والتوترات الجيوسياسية، ما يعزز السيادة الغذائية للمغرب.

موسم الحصاد في المغرب ليس مجرد محطة اقتصادية، بل حدث اجتماعي وثقافي يعكس ارتباط الإنسان المغربي بالأرض، ويُجدد الأمل في مستقبل فلاحي واعد ومستدام.

إرسال التعليق