جاري التحميل الآن

تفشي إنفلونزا الطيور في مزرعة تجارية بالبرازيل يوقف صادرات الدواجن إلى الصين ويهدد الأسواق العالمية

أعلنت وزارة الزراعة البرازيلية يوم الجمعة عن تسجيل أول حالة تفشٍّ لإنفلونزا الطيور H5N1 في مزرعة تجارية لتربية الدواجن، ما أثار مخاوف واسعة في الأسواق العالمية، خاصة وأن البرازيل تُعد أكبر مُصدِّر للدواجن في العالم.

وقع التفشي في مدينة مونتينيغرو التابعة لولاية ريو غراندي دو سول، الواقعة في أقصى جنوب البلاد. وتُعد هذه الولاية من أهم مناطق إنتاج وتصدير الدواجن، إذ تُسهم بحوالي 15% من صادرات الدواجن البرازيلية، حسب بيانات الجمعية الوطنية للحوم الخنزير والدواجن الصادرة في يوليو 2024.

وعلى إثر الإعلان، سارعت جمهورية الصين الشعبية إلى فرض حظر فوري على واردات الدواجن البرازيلية لمدة 60 يومًا، في محاولة منها لحماية أمنها الغذائي والحد من مخاطر انتقال الفيروس إلى أسواقها الداخلية.

ورغم هذا الحظر، طمأن كارلوس فافارو، وزير الزراعة البرازيلي، الرأي العام بأن منتجات الدواجن البرازيلية المُعدّة للتصدير إلى دول أخرى لن تتأثر بالتدابير الصينية، مؤكدًا أن التفشي تم احتواؤه، وأن السلطات البيطرية اتخذت كل الإجراءات اللازمة لمنع انتشار الفيروس.

يُشار إلى أن هذا التفشي يُعد الأول من نوعه على مستوى المزارع التجارية في البرازيل، بعد أن تم سابقًا تسجيل حالات متفرقة في الطيور البرية. وتخضع مزارع الدواجن البرازيلية لمراقبة بيطرية صارمة نظرًا لأهميتها في سلاسل الإمداد الغذائي العالمي.

تُثير هذه الحادثة مخاوف واسعة من أن تقوم دول أخرى مستوردة للدواجن البرازيلية، مثل السعودية، الإمارات، مصر، الاتحاد الأوروبي، واليابان، بفرض قيود مماثلة أو حظر مؤقت على الواردات، مما قد ينعكس سلبًا على الاقتصاد الزراعي البرازيلي.

وتُعد البرازيل لاعبًا رئيسيًا في سوق البروتين الحيواني العالمي، إذ تصدّر ملايين الأطنان من لحوم الدواجن سنويًا إلى أكثر من 150 دولة، وتُمثل صادرات الدواجن إحدى ركائز التجارة الخارجية في البلاد.

من الناحية الاقتصادية، فإن أي انخفاض في صادرات لحوم الدواجن سيؤثر بشكل مباشر على أسعار اللحوم البيضاء عالميًا، وقد يُسهم في ارتفاع تكاليف الغذاء في عدد من الأسواق المستوردة.

كما تسلط هذه الأزمة الضوء على أهمية مراقبة الأمراض الحيوانية في سلاسل الإنتاج الكبرى، وضرورة تطوير أنظمة استجابة صحية وغذائية فعالة لحماية الأمن الغذائي العالمي من التهديدات البيولوجية.

ويخشى المحللون أن تؤدي ردود الفعل المفرطة من الدول المستوردة إلى تكرار سيناريوهات سابقة شهدت اضطرابًا في سلاسل الإمداد، مثل ما حدث في جائحة كوفيد-19، مؤكدين على ضرورة التنسيق الدولي بدل القرارات الانفرادية.

من جهتها، شددت وزارة الزراعة البرازيلية على أن التفشي يظل محصورًا في بقعة واحدة، وأنه لا توجد مؤشرات على انتشار أوسع، داعية الشركاء التجاريين إلى التريث وتقييم الوضع بناءً على معطيات علمية.

إرسال التعليق