أكبر 5 مصدرين للأسمدة في العالم: روسيا في الصدارة والمغرب ضمن القائمة
تُعد الأسمدة عنصرًا أساسيًا في الزراعة، إذ تساعد في تحسين إنتاجية المحاصيل وتحقيق الأمن الغذائي. في عام 2025، تصدرت روسيا قائمة أكبر 5 مصدرين للأسمدة عالميًا، محققة صادرات بقيمة 13.4 مليار دولار. هذا الإنجاز يعكس الدور المحوري الذي تلعبه روسيا في سوق الأسمدة الدولية.
تأتي الصين في المرتبة الثانية، بصادرات تقدر بـ8.5 مليار دولار. وتُعرف الصين بإنتاجها الكبير من الأسمدة لتلبية احتياجاتها الداخلية وتصدير الفائض إلى الأسواق العالمية. في المركز الثالث، نجد كندا التي صدرت أسمدة بقيمة 6.7 مليار دولار. هذه الدولة تستفيد من مواردها الطبيعية الوفيرة، خاصة مناجم البوتاس التي تعتبر من أهم مصادر الأسمدة في العالم.
المرتبة الرابعة كانت من نصيب الاتحاد الأوروبي، الذي سجل صادرات بقيمة 6.6 مليار دولار. يضم الاتحاد الأوروبي عدة دول رائدة في إنتاج وتصدير الأسمدة، مثل هولندا وألمانيا. أما المفاجأة الكبرى، فهي حلول المغرب في المركز الخامس، بصادرات تصل قيمتها إلى 5.2 مليار دولار. هذا يعكس الأهمية المتزايدة للفوسفاط المغربي في السوق الدولية، خاصة أن المغرب يملك أكبر احتياطي للفوسفاط في العالم.
يلعب المغرب دورًا رئيسيًا في تزويد العالم بالأسمدة، خصوصًا من خلال مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP). بفضل هذه الصادرات، يساهم المغرب في تعزيز الأمن الغذائي العالمي، ويعزز اقتصاده الوطني من خلال جلب العملة الصعبة وزيادة فرص التشغيل.
تُظهر هذه الأرقام أن سوق الأسمدة يشهد تنافسًا عالميًا قويًا، إذ تعتمد العديد من الدول على الصادرات الزراعية لزيادة إيراداتها. ويعكس تفوق روسيا في هذا المجال أهمية التكنولوجيا والخبرة الصناعية في تعزيز الإنتاجية. من جهتها، تسعى الصين إلى المحافظة على مكانتها من خلال دعم الفلاحين المحليين وتوسيع الأسواق الخارجية.
أما كندا، فتعتمد على ثرواتها الطبيعية، خاصة رواسب البوتاس الغنية. وهذا يجعلها شريكًا استراتيجيًا للعديد من الدول المستوردة للأسمدة. بدوره، يواصل الاتحاد الأوروبي تطوير حلول مستدامة للأسمدة، بهدف تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز الزراعة المستدامة.
دخول المغرب إلى قائمة أكبر 5 مصدرين للأسمدة يعزز موقعه كفاعل استراتيجي في الزراعة العالمية. ويشكل الفوسفاط المغربي مادة أساسية لصناعة الأسمدة المتنوعة، مثل الأسمدة الفوسفاتية والمركبة، التي تدعم إنتاجية المحاصيل في القارات الخمس.
تشير التوقعات إلى أن الطلب على الأسمدة سيواصل الارتفاع خلال السنوات القادمة، مدفوعًا بزيادة عدد السكان والحاجة إلى رفع إنتاجية المحاصيل الزراعية. ومن المتوقع أن تستمر هذه الدول الخمس في المنافسة على الصدارة، مع التركيز على الابتكار في إنتاج الأسمدة وتطوير تقنيات صديقة للبيئة.
تُظهر هذه القائمة العالمية أهمية المغرب في السوق الدولية، وإسهام روسيا والصين وكندا والاتحاد الأوروبي في تأمين الغذاء العالمي. الأسمدة ليست مجرد مادة زراعية، بل هي رافعة اقتصادية ومحور أساسي في السياسات الغذائية والاقتصادية للدول الكبرى.
إرسال التعليق