المغرب يصدر شحنة جديدة من القنب الهندي الطبي صنف “البلدية” إلى أستراليا

في خطوة نوعية وغير مسبوقة، شهد مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء يوم أمس الأربعاء عملية تصدير شحنة جديدة من القنب الهندي الطبي من صنف “البلدية” المغربي نحو أستراليا.
وتُعد هذه العملية تتويجًا لجهود متواصلة انطلقت بعد تصدير أولى شحنات هذا الصنف سابقًا إلى سويسرا ودولة إفريقية أخرى.

بحسب مصادر مطلعة، فإن هذه الشحنة الطبية تُعتبر ملكًا لشركة “كانفليكس”، والتي نجحت في استيفاء جميع التراخيص اللازمة لتصدير هذا النوع من القنب الطبي عالي الجودة.
وتنوّعت الجهات المانحة لهذه التراخيص، بدءًا من الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي، إلى الوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الصحية، مرورًا بـ المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات، وأخيرًا السلطات الجمركية في المطار.

جاء هذا الإنجاز ثمرة عمل دؤوب استمر لشهور عدة، تخللته اجتماعات مكثفة وتنسيق محكم بين الأطراف المغربية والأسترالية.
وقد حرصت شركة كانفليكس، بالتعاون مع المختبرات الدوائية في أستراليا، على ضمان مطابقة جميع مراحل التصدير مع المعايير القانونية والتنظيمية الصارمة التي تُميز قطاع الأدوية.

وكان للوكالة الوطنية لتقنين القنب الهندي دور أساسي في هذه العملية، إذ سهّلت الإجراءات وواكبت مختلف المراحل لضمان سيرها بسلاسة ووفقًا للمعايير الدولية.
كما عملت هذه الوكالة على ضبط جميع المساطر الإدارية المعتمدة، وتأكيد احترام دفتر التحملات الذي يضمن جودة القنب الطبي المصدر.

وتؤكد هذه العملية على التزام المغرب بتقنين وتنظيم صادرات القنب الطبي، في إطار سياسته الهادفة إلى تعزيز مكانة المغرب في السوق الدولية للأدوية الطبيعية والمستحضرات الطبية.
كما تُبرز هذه الخطوة ريادة المغرب في قطاع تصدير القنب الهندي الطبي، خاصة وأنه يُعد من الدول الرائدة التي تبنّت الإطار القانوني المنظم لهذا النشاط الحيوي.

من جهته، اعتبر المدير العام لشركة كانفليكس أن هذه الشحنة إلى أستراليا “تُجسد جهود سنوات من العمل البحثي والتقني لضمان تقديم منتج طبي مغربي يُطابق أعلى المعايير الدولية”.
وأشار إلى أن شركته تهدف إلى توسيع أسواق القنب الطبي المغربي ليشمل أسواقًا جديدة، بما في ذلك أوروبا وأمريكا الشمالية، مستقبلاً.

وأضاف المصدر ذاته أن الطلب العالمي على القنب الطبي في تزايد مستمر، خاصة مع الاعتراف المتزايد بفوائده العلاجية في مجالات طبية متعددة.
ولفت إلى أن “البلدية”، صنف القنب الهندي الذي جرى تصديره، يتميز بتركيزاته النوعية وخصائصه الطبية التي تجعله مطلوبًا في العديد من الصناعات الدوائية.

وفي السياق ذاته، أكدت مصادر من الوكالة الوطنية لتقنين القنب الهندي أن هذه العملية تُعد من أبرز المؤشرات على نجاح المغرب في تقنين وتطوير سلاسل إنتاج القنب الهندي لأغراض طبية وصناعية.
وأوضحت الوكالة أن عمليات التصدير هذه تُخضع لرقابة مشددة تضمن الشفافية والجودة، بما يعزز من سمعة المغرب كبلد مُنتِج ومسؤول في هذا المجال.

تجدر الإشارة إلى أن المغرب شرع في السنوات الأخيرة في وضع أُطر قانونية متكاملة لتقنين زراعة القنب الهندي لأغراض طبية وصناعية، وفتح المجال أمام شركات وطنية وأجنبية للاستثمار في هذا القطاع.
ويُتوقع أن تُساهم هذه الجهود في توفير فرص عمل جديدة، وتحفيز الاقتصاد الوطني، فضلًا عن تقديم منتجات طبية ذات قيمة مضافة عالية في السوق العالمية.

تُبرز هذه الخطوة التاريخية كيف يُمكن للمغرب الاستفادة من موارده الطبيعية بشكل منظم وقانوني لتعزيز موقعه في التجارة الدولية، وخاصة في قطاع القنب الهندي الطبي.
كما تُشكل العملية دليلاً جديدًا على قدرة الشركات المغربية، مثل كانفليكس، على الالتزام بأعلى معايير الجودة والإجراءات القانونية، بما يُعزز صورة المغرب كبلد مُصدّر موثوق في هذا المجال.