المغرب يرسل طائرتين “كنادير” إلى البرتغال لدعم جهود مكافحة حرائق الغابات
أعلنت وزارة الداخلية البرتغالية، يوم الاثنين، عن اتفاق ثنائي جديد مع المملكة المغربية يقضي بإرسال طائرتين من طراز “كنادير” تابعة للقوات الجوية الملكية المغربية، من أجل المساهمة في عمليات إخماد حرائق الغابات التي تجتاح مناطق متعددة في البرتغال.
تعزيز التعاون الثنائي بين المغرب والبرتغال
البيان الصادر عن السلطات البرتغالية أوضح أن إرسال الطائرتين جاء بعد أن فعّلت لشبونة آلية التعاون الثنائي الموقعة بين البلدين، والتي تشمل التنسيق في مجال مواجهة الكوارث الطبيعية والطوارئ.
ومن المقرر أن تصل الطائرتان المغربيتان في وقت لاحق من يوم الاثنين، لتنضما فورًا إلى أسطول الإطفاء الجوي البرتغالي، حيث ستستمران في العمل حتى نهاية الأسبوع الجاري.
سبب طلب المساعدة المغربية
البرتغال واجهت خلال الأيام الماضية تحديات كبيرة في السيطرة على موجة الحرائق، خاصة بعد تعطل طائرتين من أسطولها المخصص لمكافحة الحرائق، الأمر الذي دفعها للبحث عن دعم خارجي.
وفي البداية، توجهت السلطات البرتغالية بطلب مساعدة إلى إسبانيا، لكن الأخيرة لم تتمكن من تلبية الطلب بسبب تزايد حرائق الغابات على أراضيها نتيجة موجة حرّ استثنائية تضرب شبه الجزيرة الإيبيرية منذ أسبوع.
أهمية طائرات “كنادير” المغربية
تُعد طائرات Bombardier CL-415 المعروفة باسم “كنادير” من أهم الوسائل الجوية لمكافحة الحرائق على مستوى العالم، حيث تمتاز بقدرتها على حمل كميات كبيرة من المياه (أكثر من 6 آلاف لتر) في كل رحلة، مع إمكانية إعادة التزود بالمياه من المسطحات المائية خلال ثوانٍ معدودة.
ويملك المغرب أسطولًا من هذه الطائرات يُعد الأحدث في المنطقة، ويستخدمه بشكل فعال لمكافحة الحرائق في غاباته، كما سبق أن أرسل هذه الطائرات لدعم دول أخرى في إطار التضامن الإقليمي.
حرائق غير مسبوقة في البرتغال
تشهد البرتغال في الأيام الأخيرة حرائق واسعة النطاق في عدة مناطق، تسببت في تدمير آلاف الهكتارات من الغابات، وإجلاء مئات السكان، وإغلاق العديد من الطرق.
وتؤكد السلطات أن التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية ساهمت بشكل كبير في زيادة حدة هذه الحرائق، حيث تجاوزت الحرارة في بعض المناطق 42 درجة مئوية.
المغرب شريك استراتيجي في مواجهة الكوارث
هذه المبادرة الجديدة تؤكد على الدور الإقليمي المتنامي للمغرب كشريك موثوق في مجال التعاون الدولي لمكافحة الكوارث الطبيعية.
فقد سبق للمغرب أن قدم مساعدات مماثلة لكل من إسبانيا واليونان وتشيلي خلال السنوات الماضية، حيث أرسل فرقًا متخصصة وطائرات إطفاء متطورة.
ردود فعل إيجابية
الخطوة المغربية لاقت ترحيبًا واسعًا في الأوساط البرتغالية، حيث أعرب مسؤولون محليون عن شكرهم للمملكة المغربية على سرعة الاستجابة والدعم في هذه الظروف الحرجة.
كما تناولت وسائل الإعلام البرتغالية هذه المبادرة بإيجابية، معتبرة أنها مثال على التضامن الفعلي بين الدول المتوسطية في مواجهة التحديات البيئية.
آفاق التعاون المستقبلي
من المتوقع أن يشمل التعاون بين المغرب والبرتغال في المستقبل القريب مجالات أوسع مثل التدريب المشترك لفرق الإطفاء، وتبادل الخبرات في مجالات التنبؤ بالحرائق وإدارة المخاطر.
كما يمكن أن يشكل هذا التعاون نموذجًا يُحتذى به لتعزيز الشراكات الإقليمية في مواجهة آثار التغير المناخي.
إرسال التعليق