جاري التحميل الآن

إنتاج الورد العطري بإقليم تنغير يسجّل ارتفاعاً ملحوظاً خلال الموسم الفلاحي 2024-2025

يتجه إنتاج الورد العطري في إقليم تنغير نحو تحقيق ارتفاع قياسي خلال الموسم الفلاحي 2024-2025، حيث يتوقع المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بورزازات أن يبلغ حجم الإنتاج أزيد من 4800 طن، مقابل 3500 طن تم تسجيلها خلال الموسم السابق 2023-2024.

هذا الارتفاع اللافت يعكس مجهودات الفلاحين والمؤطرين في مجال الزراعة العطرية، وكذا فعالية البرامج الفلاحية الموجهة لدعم سلسلة الورد العطري، التي تُعد من أهم سلاسل الإنتاج ذات القيمة المضافة العالية بالجنوب الشرقي للمغرب.

وتُشير معطيات رسمية صادرة عن رئيس مصلحة الإنتاج الفلاحي بالمكتب الجهوي، إلى أن المساحة المزروعة بـ الورد العطري بإقليم تنغير بلغت حوالي 1020 هكتاراً، وهي مساحة تُظهر توسعاً تدريجياً في هذا النشاط الفلاحي الحيوي، بفضل إقبال متزايد من الفلاحين على هذا المنتوج ذي الآفاق الواعدة.

كما تم تسجيل صادرات بحوالي 60 طناً من منتجات الورد نحو الأسواق الخارجية، ما يعزز حضور هذا المنتوج المغربي في الأسواق الدولية، خاصة بفضل جودته العالية وطرق معالجته التقليدية والحديثة.

ويُشكل الورد العطري مكوناً أساسياً في الاقتصاد المحلي لإقليم تنغير، إذ لا يقتصر دوره على الجانب الفلاحي فقط، بل يمتد ليشمل تشغيل اليد العاملة المحلية، وتنشيط السياحة القروية، خاصة خلال موسم جني الورد ومهرجانه السنوي الذي يُنظم بمنطقة قلعة مكونة.

وتراهن الجهات المسؤولة، بما في ذلك وزارة الفلاحة والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بورزازات، على تعزيز سلسلة الورد العطري من خلال دعم وحدات التثمين، وتطوير وسائل السقي بالتنقيط، وتشجيع التعاونيات المحلية على تسويق منتجاتها بشكل مباشر.

ويأتي هذا الارتفاع في الإنتاج تتويجاً لجهود السنوات الأخيرة، التي ركزت على هيكلة القطاع وتوفير الدعم التقني للفلاحين، بالإضافة إلى إدماج أحدث التقنيات الفلاحية، وتكثيف عمليات التكوين والمواكبة الميدانية.

من جهة أخرى، تُعتبر منطقة قلعة مكونة بإقليم تنغير من أهم المناطق المنتجة للورد العطري في المغرب، وهي تتميز بمناخ ملائم وتربة خصبة تساهمان في جودة الإنتاج وارتفاع المردودية.

ويُساهم قطاع الورد العطري بالمغرب في تعزيز مكانة المملكة ضمن قائمة البلدان المنتجة للمواد العطرية الطبيعية، ويُشكل عنصر جذب مهم للمستثمرين المحليين والأجانب المهتمين بصناعة العطور ومستحضرات التجميل الطبيعية.

ومن المنتظر أن يساهم هذا النمو في رفع دخل الفلاحين الصغار، وتعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وتوسيع قاعدة التشغيل في صفوف النساء والشباب، خاصة في المناطق القروية والجبلية.

الرهانات المستقبلية لهذا القطاع تتجه نحو تثمين الإنتاج، وضمان الاستدامة البيئية، وخلق علامة تجارية مغربية تنافسية تُبرز جودة الورد العطري المحلي وتمنحه قيمة مضافة عالية في السوق العالمي.

ويأمل المتدخلون في المجال الفلاحي أن يستمر هذا الزخم الإنتاجي الإيجابي، بفضل الدعم المؤسسي، وانخراط المهنيين، وتزايد الوعي بأهمية تثمين سلاسل الإنتاج الفلاحي في المناطق النائية.

إرسال التعليق