جاري التحميل الآن

اجتماع بين المغرب والبرازيل لتعزيز التعاون في استيراد المواشي واللحوم المجمدة

شهدت مدينة ساو باولو البرازيلية خلال هذا الأسبوع اجتماعًا مهمًا بين عدد من الفاعلين في قطاع المواشي واللحوم بالمغرب وممثلي مصدّري المواشي واللحوم في البرازيل. وقد انعقد اللقاء بمقر غرفة التجارة العربية البرازيلية، في إطار جهود البلدين لتوسيع آفاق التعاون التجاري في استيراد الماشية الحية واللحوم المجمدة.

وخلال الاجتماع، قدّم الوفد المغربي المشارك عرضًا شاملاً حول وضعية قطاع الثروة الحيوانية بالمملكة المغربية، مركّزًا على التحديات التي تواجه الفلاحين والمستوردين والموزعين على حد سواء، خاصة تلك المرتبطة بارتفاع تكاليف الاستيراد والتعقيدات الإدارية والحاجة إلى وسطاء في عمليات التفاوض مع المصدرين الأجانب.

كما أكد الحاضرون المغاربة أن الطلب المحلي على اللحوم الحمراء يعرف تزايدًا مطردًا، في ظل تراجع الإنتاج المحلي بسبب توالي سنوات الجفاف وارتفاع كلفة الأعلاف. هذا الوضع دفع بالمملكة إلى تعزيز الشراكات الدولية مع دول معروفة بجودة منتجاتها الحيوانية، وفي مقدمتها البرازيل.

من جانبهم، أبدى المصدّرون البرازيليون استعدادهم لتوفير كميات كافية من الماشية الحية واللحوم المجمدة وفق المعايير الصحية والبيطرية المغربية، مع التأكيد على أهمية تسهيل الإجراءات اللوجستية وتقليص مدة التسليم وتكلفة الشحن البحري. وقد شدد الطرفان على ضرورة إنشاء آلية تواصل مباشر ومنتظم لتجاوز العراقيل التي قد تعيق تنمية هذا التعاون الحيوي.

ويُنتظر أن تسفر هذه اللقاءات عن توقيع اتفاقيات تجارية ثنائية تسمح للمغرب بالاستفادة من أسعار تنافسية وإمدادات مستقرة من اللحوم، في حين توسّع البرازيل حضورها في الأسواق الإفريقية والعربية.

ويأتي هذا التحرك المغربي في ظل جهود حكومية متواصلة لضمان الأمن الغذائي الوطني، من خلال تنويع الشركاء التجاريين، وتسهيل ولوج المنتجات الحيوانية المستوردة إلى السوق الداخلي، بما في ذلك اللحوم الحمراء والماشية الحية، مع احترام الشروط الصحية.

كما تتماشى هذه المبادرة مع توجه المغرب إلى فتح أسواق جديدة أمام مستوردي القطاع الخاص والمقاولات المتخصصة، وتخفيف الضغط على السوق المحلية خلال فترات الذروة مثل عيد الأضحى أو مواسم الشتاء.

من المنتظر أن تعقد اجتماعات إضافية في الأشهر المقبلة بين القطاع الخاص المغربي ونظرائه البرازيليين لتحديد النقاط الفنية المتعلقة بـ الشحن، الحجر الصحي، الشهادات الصحية، والمعايير البيطرية.

ويمثل هذا النوع من التعاون نموذجًا ناجحًا في إطار الديبلوماسية الاقتصادية التي ينتهجها المغرب لتعزيز مكانته كشريك موثوق به في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، خصوصاً في المجالات المرتبطة بـ الاستيراد الغذائي والأمن الحيواني.

إرسال التعليق