جاري التحميل الآن

المغرب يحقق نموًا قياسيًا في طاقة الرياح 2024: إضافة 520 ميغاواط وزيادة 372% في القدرة الكهربائية

شهد قطاع طاقة الرياح في المغرب نموًا غير مسبوق خلال عام 2024، حيث سجلت المملكة رقمًا قياسيًا جديدًا في إضافات القدرة الكهربائية الريحية، ما يعزز ريادة البلاد في مجال الطاقات المتجددة ويدعم أهدافها الطموحة نحو الانتقال الطاقي وتقليص الاعتماد على الطاقات الأحفورية.

وحسب بيانات جديدة أصدرتها وحدة أبحاث الطاقة الأمريكية، استندت إلى تقرير رسمي من مجلس طاقة الرياح العالمي (GWEC) بتاريخ 23 أبريل 2025، فإن القدرة التراكمية لطاقة الرياح في المغرب ارتفعت من 1.898 غيغاواط سنة 2023 إلى 2.368 غيغاواط سنة 2024.

ارتفاع قياسي في الإضافات الجديدة

بلغت القدرة الكهربائية المضافة لطاقة الرياح خلال عام 2024 ما مجموعه 520 ميغاواط، وهي أعلى نسبة تسجلها البلاد في عام واحد منذ إطلاق مشاريع الرياح على المستوى الوطني.

ويمثل هذا الرقم قفزة هائلة مقارنة بسنة 2023، التي لم تتجاوز فيها الإضافات حوالي 110 ميغاواط، أي أن نسبة النمو فاقت 372% في سنة واحدة فقط، وهو ما يعكس تسارع وتيرة تطوير مشاريع الطاقة الريحية في المغرب.

أسباب النمو والتوسع في مشاريع الرياح

يعزى هذا التطور الكبير إلى عدة عوامل رئيسية:

إطلاق مشاريع جديدة في مناطق مثل طرفاية، الداخلة، والعيون.

التحفيزات الحكومية والتمويلات البنكية الموجهة للطاقة النظيفة.

الدعم المؤسساتي من طرف الوكالة المغربية للطاقة المستدامة “مازن” (MASEN).

توجه المستثمرين الدوليين نحو مشاريع الطاقة النظيفة بالمغرب بفضل الاستقرار التشريعي والبيئي.

المغرب والريادة الإقليمية في الطاقات المتجددة

بفضل هذا النمو، عزز المغرب مكانته كأحد الرواد الإقليميين في إنتاج الكهرباء من الرياح، متقدمًا على عدة دول إفريقية وعربية. كما يندرج هذا الإنجاز ضمن استراتيجية البلاد لتوليد أكثر من 52% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030.

ويمثل هذا التوسع تأكيدًا على التزام المغرب بخفض الانبعاثات الكربونية، والتحول إلى اقتصاد أخضر، ومواكبة أهداف التنمية المستدامة.

تقرير مجلس طاقة الرياح العالمي 2025

سلّط التقرير الضوء على المغرب باعتباره نموذجًا ناجحًا في تطوير قطاع طاقة الرياح، وأشار إلى أن المملكة باتت تمتلك أحد أكثر الأطر القانونية والمؤسساتية جاذبية في إفريقيا للاستثمار في الطاقات المتجددة.

كما أوصى التقرير بتوسيع شبكات النقل الكهربائي وتعزيز البنية التحتية لاستيعاب الزيادة المتوقعة في الطاقة المنتجة من الرياح والشمس خلال السنوات المقبلة.

نظرة مستقبلية: فرص وتحديات

رغم هذه النجاحات، لا تزال هناك تحديات قائمة، من بينها:

ضرورة تسريع وتيرة إنجاز المشاريع الجاهزة تقنيًا.

تقوية القدرات البشرية المتخصصة في المجال الطاقي.

توسيع شبكة الربط الكهربائي مع أوروبا ودول إفريقيا جنوب الصحراء.

لكن، وبفضل التوجهات الإستراتيجية للمملكة، من المتوقع أن تستمر إضافات طاقة الرياح في المغرب بالنمو خلال الأعوام المقبلة، لتدعم طموح الوصول إلى اقتصاد منخفض الكربون.

إرسال التعليق