جاري التحميل الآن

المغرب يستورد 11.6 آلاف طن من الأعلاف الروسية خلال 8 أشهر لتعزيز الأمن الغذائي والتعاون الزراعي المغربي الروسي

يشهد التعاون التجاري بين المغرب وروسيا تطوراً ملحوظاً، خصوصاً في قطاع الأعلاف الحيوانية، الذي يمثل إحدى الركائز الأساسية في دعم الإنتاج الفلاحي والأمن الغذائي الوطني.

فقد كشفت بيانات حديثة صادرة عن الهيئة الفيدرالية الروسية للرقابة البيطرية والصحة النباتية (روسيلخوزنادزور) أن المغرب استورد خلال الفترة الممتدة من يناير إلى غاية فاتح شتنبر 2025 ما يقارب 11.6 آلاف طن من الأعلاف الروسية.

بهذه الكمية، أصبح المغرب واحداً من أبرز شركاء روسيا في هذا المجال، بعد بيلاروسيا التي حازت المرتبة الأولى باستيراد حوالي 61 ألف طن من الأعلاف خلال الفترة نفسها.

صادرات روسية متنوعة تشمل الأعلاف واللحوم

ووفق نفس المصدر، فإن السلطات الروسية أشرفت منذ مطلع السنة على مراقبة وفحص أكثر من 3.800 شحنة موجهة للتصدير من مقاطعات: فورونيج، بلغورود، وليبيتسك.

بلغ الحجم الإجمالي لهذه الشحنات حوالي 110 آلاف طن، وشملت منتجات متنوعة مثل الأعلاف، الألبان، اللحوم المصنعة، إضافة إلى تصدير أكثر من 20 ألف رأس من الخنازير الحية، وجه معظمها نحو جورجيا.

هذا التنوع في الصادرات يعكس الدينامية المتزايدة لقطاع الزراعة الروسية، الذي يسعى إلى تعزيز حصته في الأسواق الدولية، ومنها السوق المغربي الذي يعرف نمواً في الطلب على الأعلاف ومشتقات الزراعة الحيوانية.

أهمية الأعلاف الروسية للسوق المغربي

تكتسي واردات المغرب من الأعلاف الروسية أهمية خاصة في ظل التحديات التي تواجهها الزراعة الوطنية. فالمغرب يعتمد بشكل متزايد على الواردات الزراعية لتغطية جزء من حاجيات قطاع تربية المواشي والدواجن، خصوصاً مع ارتفاع الطلب الداخلي وتراجع الموارد المائية وتأثير التغيرات المناخية على إنتاج الأعلاف المحلية.

كما أن الأعلاف الروسية تتميز بجودتها وأسعارها التنافسية مقارنة ببعض الأسواق الأخرى، مما يجعلها خياراً مهماً للفاعلين المغاربة في قطاع الفلاحة وتربية الماشية.

المغرب شريك استراتيجي في المنطقة

على الرغم من أن حجم الواردات المغربية يبقى أقل مقارنة ببيلاروسيا، إلا أن اختيار المغرب كوجهة لتصدير الأعلاف الروسية يعكس الثقة المتبادلة بين البلدين، ويؤكد مكانة المغرب كبوابة نحو أسواق شمال إفريقيا وغرب القارة.

ويأتي هذا التعاون التجاري في سياق العلاقات الاقتصادية التي تربط المغرب بروسيا منذ عقود، حيث لا يقتصر التعاون على المجال الزراعي، بل يشمل أيضاً قطاعات مثل الطاقة، الصيد البحري، الأسمدة والفوسفات.

نحو تعزيز الأمن الغذائي

من جانب آخر، يرى خبراء أن استيراد المغرب لهذه الكميات من الأعلاف يعكس حرص المملكة على تعزيز أمنها الغذائي ودعم سلاسل الإنتاج الفلاحي والحيواني.

فالأعلاف تعتبر عنصراً أساسياً في تربية الماشية وتحسين جودة منتجات الألبان واللحوم والدواجن، مما يساهم في تلبية حاجيات السوق الداخلي وتقليص الاعتماد على الاستيراد في بعض المنتجات النهائية.

آفاق مستقبلية للعلاقات المغربية الروسية

من المتوقع أن يتطور التعاون بين المغرب وروسيا في مجال الأعلاف الحيوانية بشكل أكبر خلال السنوات المقبلة، خصوصاً في ظل رغبة البلدين في توسيع نطاق المبادلات التجارية وتسهيل المساطر الجمركية والصحية.

كما يمكن لهذا التعاون أن يفتح المجال أمام استثمارات روسية في قطاع الزراعة المغربي، سواء عبر إنشاء وحدات تصنيع الأعلاف محلياً، أو عبر شراكات مع شركات مغربية متخصصة.

في المقابل، يتيح هذا الانفتاح لروسيا توسيع حضورها في إفريقيا من خلال بوابة المغرب، الذي يعد مركزاً تجارياً واستراتيجياً بفضل موقعه الجغرافي واتفاقياته التجارية المتعددة مع الاتحاد الأوروبي وأفريقيا جنوب الصحراء.

إرسال التعليق