المغرب يوقع شراكة فلاحية استراتيجية مع مجموعة “جونغنونغ” الصينية لتطوير الزراعة المستدامة باستثمار 220 مليون درهم
شهدت المملكة المغربية مؤخرًا خطوة استراتيجية نحو تطوير القطاع الفلاحي، من خلال توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ومجموعة “جونغنونغ” Johnnong الصينية، التي تتخذ من هونغ كونغ مقرًا رئيسيًا لها.
تهدف هذه الشراكة الفلاحية الدولية إلى إرساء مشروع قطب زراعي متكامل، باستثمار أولي يُقدَّر بـ 220 مليون درهم مغربي، مما يعكس اهتمامًا متزايدًا بالاستثمار الأجنبي في القطاع الفلاحي المغربي، الذي يُعد من أبرز ركائز الاقتصاد الوطني.
محاور المشروع الزراعي الجديد
يرتكز المشروع على ثلاث ركائز رئيسية تمثل مستقبل الزراعة المستدامة في المغرب:
- تعميم أنظمة الري الموضعي (micro-irrigation) من أجل مواجهة أزمة ندرة المياه وتحسين كفاءة استعمال الموارد المائية.
- تحسين خصوبة التربة المالحة والقلوية، عبر اعتماد تقنيات بيولوجية وتقنيات معالجة متقدمة لاستعادة الإنتاجية.
- زراعة محاصيل اقتصادية مقاومة للجفاف، مثل الزيتون، والرمان، واللوز، والتين، وهي محاصيل تتميز بقدرتها على التأقلم مع التغيرات المناخية وتقلص الموارد المائية.
من هي مجموعة “جونغنونغ” Johnnong؟
تُعتبر مجموعة Johnnong من كبريات الشركات الصينية المتخصصة في التكنولوجيا الزراعية الحديثة، ولديها خبرة تمتد لعقود في تطوير الزراعة الذكية، الري الذكي، إدارة المزارع الرقمية، وتقنيات استصلاح التربة.
تنشط الشركة في عدة دول إفريقية وآسيوية، وتسعى عبر شراكتها مع المغرب إلى توطين خبراتها، ونقل التكنولوجيا الزراعية المتقدمة إلى الفلاحين المغاربة، وتعزيز الإنتاج الفلاحي الموجه للتصدير.
أهمية المشروع للاقتصاد الفلاحي المغربي
يمثل هذا المشروع دفعة قوية في إطار تنفيذ استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” التي أطلقتها وزارة الفلاحة، والتي تركز على تحسين الإنتاجية، والرفع من دخل الفلاح، وتثمين الموارد الطبيعية.
من المنتظر أن يسهم المشروع في خلق فرص شغل مباشرة وغير مباشرة، ونقل المهارات، وتحقيق طفرة في تصدير المحاصيل الزراعية المغربية نحو الأسواق الدولية.
أثر المشروع على التوازن البيئي
يتماشى المشروع مع أهداف التنمية المستدامة، من خلال اعتماد تقنيات الري الموفر للماء، وتقنيات معالجة التربة بدون استخدام مفرط للمواد الكيماوية، مما يحد من التصحر والتدهور البيئي في المناطق المتأثرة بالملوحة والقلوية.
المناطق المستهدفة
سيتم توجيه المشروع نحو المناطق القروية المتضررة من ندرة المياه، خصوصًا في جهات الجنوب الشرقي، سوس ماسة، بني ملال، وتادلة، حيث توجد أراضٍ شاسعة غير مستغلة بسبب ملوحة التربة أو غياب تقنيات الري.
تعزيز الأمن الغذائي والاقتصاد الأخضر
يمثل المشروع خطوة نحو تعزيز الأمن الغذائي عبر توسيع المساحات المزروعة وتحسين الجودة، كما يندرج ضمن الاقتصاد الأخضر الذي يشكل أحد التوجهات الاستراتيجية للمملكة في ظل التحديات المناخية.
المغرب كنموذج للشراكة الزراعية جنوب-جنوب
تعكس هذه المبادرة مكانة المغرب كبلد منفتح على الشراكات الاقتصادية والتقنية مع الفاعلين الدوليين في المجال الفلاحي، خصوصًا في ظل تقارب السياسات التنموية بين المغرب ودول آسيا، وعلى رأسها الصين.
الرؤية المستقبلية
من المرتقب أن يتم تعميم التجربة في حال نجاحها، لتشمل مزيدًا من القطاعات الزراعية مثل زراعة الحبوب، والأعلاف، والنباتات الطبية والعطرية. كما ستواكبها برامج تكوين الفلاحين والمهندسين الزراعيين المغاربة على التقنيات الحديثة.
إرسال التعليق