جاري التحميل الآن

عودة التين الشوكي إلى الأسواق المغربية في 2025 وسط غلاء الأسعار رغم تحسن الإنتاج

شهدت الأسواق المغربية خلال صيف 2025 عودة تدريجية لفاكهة التين الشوكي، أو ما يعرف محليًا بـ”الهندية”، بعد سنوات من الغياب الجزئي بسبب الأضرار الكبيرة التي سببتها الحشرة القرمزية لنبات الصبار.

وكانت هذه الآفة قد اجتاحت عدة مناطق فلاحية بالمملكة، وتسببت في إتلاف آلاف الهكتارات من الصبار، خاصة في مناطق دكالة، سوس، الرحامنة، بنسليمان وزاكورة، ما أدى إلى انخفاض حاد في إنتاج التين الشوكي خلال المواسم السابقة.

لكن بفضل الجهود الحكومية ومبادرات البحث الزراعي، تم اعتماد أصناف مقاومة للحشرة القرمزية، وهو ما ساهم في عودة تدريجية لزراعة الصبار في مناطق عديدة.

وقد بدأت نتائج هذه البرامج تظهر خلال موسم 2025، حيث لوحظ تحسن ملحوظ في وفرة التين الشوكي بالأسواق، خاصة في أسواق الدار البيضاء، مراكش، فاس وأكادير.

ورغم هذا التحسن النسبي في الإنتاج، إلا أن ثمن فاكهة التين الشوكي ما يزال مرتفعًا مقارنة بالسنوات التي سبقت انتشار الحشرة القرمزية.

هذا الغلاء يُعزى حسب بعض التجار والفلاحين إلى ارتفاع تكاليف إعادة غرس الصبار، وتدابير الوقاية والمكافحة، ونقص اليد العاملة في بعض المناطق.

وتبقى فاكهة التين الشوكي من الفواكه الصيفية المحبوبة لدى المغاربة، ليس فقط لطعمها اللذيذ، بل أيضًا لفوائدها الصحية العديدة، كدورها في ترطيب الجسم، وتحسين الهضم، وتقوية المناعة.

وقد شددت عدة أصوات فلاحية على ضرورة دعم سلسلة إنتاج التين الشوكي بالمغرب، وتوفير المزيد من برامج المواكبة للفلاحين الصغار من أجل تعميم الأصناف المقاومة، وتحقيق الاكتفاء الداخلي.

ويُعتبر الصبار أيضًا من المنتوجات الفلاحية ذات القيمة الاقتصادية العالية، خصوصًا في المناطق القاحلة وشبه الجافة، لكونه لا يحتاج إلى كميات كبيرة من الماء، ما يجعله ملائمًا للتحولات المناخية التي تعرفها البلاد.

وتراهن الاستراتيجية الفلاحية الجديدة “الجيل الأخضر” على النهوض بسلاسل الإنتاج المحلي، بما في ذلك سلسلة الصبار والتين الشوكي، عبر دعم التنظيمات المهنية، وتشجيع الاستثمار في وحدات التثمين والتسويق.

ويتوقع أن تعرف أسواق التين الشوكي في المغرب مزيدًا من التوسع خلال السنوات المقبلة، في حال استمرت وتيرة الغرس والمواكبة بنفس الزخم، وهو ما سيؤدي إلى انخفاض تدريجي في الأسعار وتوسيع العرض.

كما دعت فعاليات جمعوية ومستهلكون إلى تحديد أسعار معقولة لهذه الفاكهة، وتكثيف المراقبة ضد المضاربين الذين يستغلون قلة الإنتاج لرفع الأثمان بشكل مبالغ فيه.

وفي ظل تصاعد درجات الحرارة صيفًا، يظل التين الشوكي خيارًا مفضلًا للترطيب والتغذية، لكنه للأسف لا يزال خارج القدرة الشرائية للعديد من الأسر ذات الدخل المحدود.

ويأمل المواطنون أن يتحول تحسن الإنتاج الحالي إلى استقرار دائم في وفرة المنتوج، يرافقه توازن في الأسعار، حتى تعود “الهندية” كما كانت دائمًا، فاكهة الصيف الشعبية بامتياز.

إرسال التعليق